بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه و الصلاة و السلام على خير الخلق أجمعين
إخواننا و أحبابنا في الله
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
فنسأل الله أن ينفعنا و إياكم بما يحب و يرضى.
يقول الله عز و جل في كتابه الحكيم {إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفًا} [ الأحزاب 32].
وذكر المفسرون أن الخضوع بالقول يكون بأمرين:
1ـ إما بالكلام نفسه بأن يكون في الكلمات نوع من العاطفة كأن يقول أحد الطرفين للآخر: (الغالية ـ الغالي ـ الحبيب ـ الحبيبة ـ العزيز ـ العزيزة...)وهكذا.
2ـ أن لا يتضمن الكلام نحو هذه الألفاظ، لكن يكون فيه تكسر وتلين وإمالة في الحديث أو تطويل لا حاجة له زائد عن المقصود كبعض العبارات مثل (هههههه و إبتسامة أو ايقونة ...)
بل و ذهب بعض الفقهاء كالحنبلي إلى عدم رد السلام على الرجل في (كَشَّافَ الْقِنَاعِ عَنْ متن الْإِقْنَاعِ) للعلامة منصور بن يونس البهوتي: "وإن سلَّم الرجل عليها -أي على الشابَّة- لم تردَّه؛ دفعاً للمفسدة"
فإذا كان رد السلام يسقط عن المرأة دفعا للمفسدة فما بالكم بما نراه و نلاحظه من ميوعة و ورد مفرط فيه و تواصل لغير حاجة و لا ضرورة ننسى فيها آداب المعاملات فضلا عن حكم المخاطبة و الإختلاط بين الجنسين نسأل الله السلامة و العافية و الهداية.
و قد تعدى أمر المخاطبة و التعامل إلى ما لا تحمد عقباه من سؤال عن الأخوات جهرا و على العام و إفراطا في العلاقات التي يراها البعض عادية و يرفضها الإسلام رفضا و يمقتها الله مقتا الذي بين لنا و حكم وهو الحكيم قال تعالى: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ} [الاحزاب: 53] .
هذا السؤال عن الحاجة فكيف بنا نجهر بما قد يهلكنا و لا ينفعنا غفر الله لنا و لكم و لجميع المسلمين.
ومع هذا كله أختاه فترك محادثة الرجل على أي حال أبعد عن الفتنة، وأدعى للسلامة؛ لأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم و قد يسقطنا بضعف قلوبنا أو مرضها.
و من هنا ندعو إخواننا و أخواتنا إلى خشية الله تعالى و أن نتق الله في أنفسنا و نخاف وعيده و نتقيد بالضوابط الشرعية و أحكام التعامل و المخاطبة و الإختلاط بين الجنسين وعلينا طلب العلم و الإستعلام عن كل ما يهمنا و معاملاتنا و حياتنا و أحكامها فأنتم أهل الإسلام و أنصار الخلافة فما هكذا يكون أهل الدولة الإسلامية و لا هكذا كانوا.
لنتحلى بأخلاق أهل القرآن الذين علموا كلام ربهم فطبقوه واقعا في حياتهم اليومية و ما كانت الأحكام إلا لتعيننا على ديننا و دنيانا و تبين لنا و تبسط فاعملوا إن الله مطلع على أعمالكم.
هذا و نسأل الله أن يوفقنا و إياكم لما يحب و يرضى و يثبت أقدامنا و قلوبنا و يغفر لنا ذنوبنا
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
[/b]